بالأمْسِ في حُلْمي أتاني عنْترَةْ
و القُدسُ ثكْلى و القَوافي مُعسِرَة
والأفقُ یرْزحُ تحتَ أحمالِ اللّظی
و رُبُوعُ غزّة قدْ غدَتْ كالمقْبرَةُ☆
فرأيْتُهُ و الحُزنُ يَذْبَحُ رمْشهُ
يبْكي على طَللِ الرُّبُوعِ المُقْفِرَةْ☆
يبْكي..وفي جَوْف المَحَاجِرِ عتْمةٌ
يبْكي.. وفي جُرْف الحَناجِرِ غرْغرَةْ☆
اللّه أكبرُ.. قال لي في نَخْوةٍ
تُرْغِي وتُزْبدُ كالمُدَى مُسْتَنْفرَةْ :☆
هل حُرمةُ الأقْصي اسْتباحُوا طُهْرَها؟
أدِیارُ غزّةَ قدْ غدتْ مُسْتَعمَرَة؟ ☆
اللّهُ أعطاكُم سُلافَةَ خَلْقهِ
أرضَ الكرامة و العطايا المُبْهِرَة☆
أرض الشّهامةِ والشّمائلِ والتُّقى
أمْواهُها دُرَرٌ...ثَراها جوْهرَة☆
والتّينُ و الزّيتُونُ في أفيائها
غُصنُ النّقی.. سُبْحان منْ قدْ صَوّرَهْ☆
هل صُنْتُمُوها؟ أمْ أبَحْتُمْ هَدْرَها
بِعتُمْ بلا ثمَنٍ رُباها المُزْهِرَة؟☆
و تَركْتُم الغِربانَ تَكْرعُ شهْدَها
و تَعُبُّ رَيَّاها بِملْء الحُنْجُرَة☆
أسَفي علَى مَجْدِ العرُوبةِ كيْفَ ضَاعَ
سَبَهْللًا والشِّعرُ أضْحَى مَسْخَرَة☆
ما عادتْ الأسْيافُ تبْرُقُ كاللّمى
في ثَغْرِ عبْلةَ أو كنَارِ المِجْمَرَة☆
ما عادَ لي قَلمٌ لأصدَح بالهَوى
أكرَى الحَماسُ و ساحَ دمُّ المِحبَرَة☆
فلَتَعذرِي حُزْني و هَبَّةَ غضْبَتِي
ما عادَ لي مَجْدؑ هنا کيْ أخْسَرَهْ☆
☆☆☆
يا عَنْترَ الأبْطالِ لا.. لا تَعتَذِرْ
مِنْ نبْضِكَ الفوّارِ نَرجُو المَعذِرَة☆
حُكّامُنا فِي حَمْأة الأطْماعِ یَسْري
بغْيُهُمْ... و عَدُوُّنا مَا أحقَرَهْ!☆
کُلُّ الأفاعي في السُّمُومِ تنافسَتْ
عُرْبٌ وغَرْبٌ والشُّرُورُ مُدَبَّرَة☆
والظُّلمُ صَعَّرَ في الظّلامِ خُدُودهُ
وسَرَتْ خَفافیشُ الحِمَامِ مُدَمِّرَة☆
لا تَبْتٸِسْ فشُعُوبُنا لا تنْثَني
لا شَيْءَ یقدرُ حَقَّها أنَ یَنْحَرَهْ☆
ما أخْرسَتْ نارُ القنابلِ جذْوةً
فيها و عَينُ العزّ دومًا مُبْصِرَة☆
سَیَمُورُ منْ جُرْفِ الشّظايا والحُطامِ
شُعَاعُ أنْوارِ الأمانِي المُزْهِرَة☆
ونَرى السّلامَ على قِبابِ صُمُوِدنا
يَعلُو ويَغْرِسُ في الأرَاذِلِ خِنجَرَهْ☆
☆☆☆
لَمْلِمْ مِدَادَك يا يَراعِي و اعْتَبِرْ
وكَفاكَ تزْرَعُ في السُّطورِ الثَّرْثرَة☆
لَمْلِمْ جِراحَك فالحُرُوفُ تبَعثَرَتْ
مَهْدُورةَ الرُّؤْيا برُوحٍ مُقْفِرَة☆
جرّدْ حُسَامَكَ سيْفَ حَقٍّ قاطعٍ
في وجْهِ مَنْ طُهْر الطُّفولةِ أهْدَرَهْ☆
اشْحَذْ رِمَاحَكَ ... قُدْسُنا مطْعُونةٌ
و قنابلُ الأعداءِ مَوْتا مُمْطِرَة☆
والعزُّ و الشّرفُ الرّفيعُ على الثَّرَى
ساحَتْ شَمائلُهُ بسَاحِ المَجْزرَة☆
ماعادَ همْسٌ في صَباحاتِ النّدى
ما عادَ شِعرٌ في اللّيالي المُقْمِرَة☆
ما عادَ عِشْقٌ في الأماسِي يزْدَهي
اليوْمَ عِشْقُ القُدْسِ نَعلُو مِنْبرَهْ☆
اليومَ تَصدَحُ بالنِّضالِ حُرُوفُنا
لتَحُوك بُرْدًا للشّهيدِ و تنْصُرَهْ☆
اليوْم تمْتَشِقُ النّصَالَ حُرُوفُنا
فوق المآذنِ و القِبابِ مُكبِّرَة☆
الظُّلمُ يُلْقِي فوْقَ غَزّةَ جَمْرَهُ
فمتَى يُزيحُ العَدلُ نارَ المِجْمرَة؟☆
يا نَارُ كُوني فوقَ غَزّةَ بُهْرةً
مِنْ بَرْدِ سِلْمٍ في الأصَائلِ مُبْهِرَة☆
يَا أحرُفي الغَرّاءَ يا سيْفي و يا
صَوْتي لأرضٍ بالدِّماءِ مُعَفَّرَة☆
اليَوْمَ نَضْرِبُ موْعدًا لمَخَاضِنا
لا تَخْذُلينِي فالوِلادةُ مُعسِرَة☆
سنَكُونُ يومًا للسّلَامِ حَمامةً
واليومَ كُونِي في المعَاركِ عنْترَة☆ ☆
《سعيدة باش طبجي ☆تونس》
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق