@@@ النبأ الوارد @@@
سمعتُ عبرَ الأثيرِ الواردِ النّبَأَ
فاهْتَزَّ جسمي وزاغَ القلبُ واهْتَرأَ
واعْوَجَّ حرفي عنِ الإعرابِ وانصرفَتْ
عيني ذهولاً ترى من حولِها المَلأَ
الموتُ يجرفُهم جرفاً وما سكنتْ
أهوالــه أبــداً كلّا ولا هـــدأَ
في (المغرب) الموتُ زلزالٌ وجذوتُه
لهيبُها كلَهيبِ القلبِ ما انطفَأَ
وما رأيتُ مِنْ الأحْداثِ أوْجَعني
وأنكأ الجُرْحَ لَمّا طابَ واخْتَبَأَ
وزادَني وَجَعَاً خَطْبٌ وأرّقَني
جَدْبٌ نَبَا حوله الإعصارُ واتّكأَ
يجوسُ في (لِيبِيَا) كالنارِ في هَشَمٍ
فأحرقَ الخلقَ والأنعامَ والكَلَأَ
وحطَّمَ الدورَ فالأرْجاءُ خاويةٌ
كأنَّها لم تكنْ حِصْناً ومُلْتَجَأَ
والمَوتُ في لُغَةِ الإعصارِ أُغْنيَةٌ
تَنْثالُ حزْناً مَريراً كلما طرَأَ
حَسْبيْ دُموعاً عليكم بِتُّ أَهرِقُها
منْ وَكْفِها فَاضَ ساحي اليومَ وامْتَلَأ
وبي ضَجيجٌ أثَارَ الوَجْدَ في لُغَتي
معْنىً شفيفاً على سَاطُوره نَشَأَ
يا خالِقَ الخَلْقِ أمْدُدْ في الخفَاءِ يداً
تُضَمّدَ الجُرْحَ في الشَّعبَين إذْ نُكِئأَ
عيسى دعموق الأشول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق