أطرّزُ الحرفَ أشعاراً وأختارُ
من رائقِ القولِ ما تُحييهِ أوتارُ
لا أرتضي القولَ في فُحشٍ وفي سَفَهٍ
فالشّعرُ عندي جمالُ النّشرِ أنوارُ
تُؤَطِّرُ الشِّعرَ أوزانٌ مُرقرَقةٌ
و ترتقي كلماتِ السّحرِ أزهارُ
طابَ البيانُ بها طابَتْ بلاغتُها
واحتارَ في الحُسنِ أقطابٌ وأمصارُ
رقّتْ فوشّتْ لسانَ الضّادِ من غزَلٍ
جزالةُ الحرفِ سيفُ الفخرِ بتّارُ
ينسابُ في روعةِ الإعجازِ منطقُهُ
و تختفي في ثنايا القولِ أسرارُ
زانَ الحياةَ بأخلاقٍ وأخيِلَةٍ
في ثوبِ حكمتِهِ وشيٌ و إبهارُ
الشعرُ رونقُ دنيانا ولؤلؤُها
فنٌّ ووحيٌ وإلهامٌ و أفكارُ
في عالمِ الشعرِ أفكارٌ مجلجلةٌ
تُحيي النّفوسَ تنامى فيه إصرارُ
الشعرُ إحساسُ صدقٍ حازَ موهبةً
وبينَ ذاكَ وذي حبٌّ وإصهارُ
ويكشفُ السِّترَ كِذبٌ للحروفِ فلا
تحيا ويُزهِقُها بالكِذبِ ختّارُ
إنّ الإلهَ حبى للمرءِ زينتَهُ
يُبدي اللسانُ لُبابَ الفِكْرِ يختارُ
فَلْنُعمِلِ العقلَ في شعرٍ يخلّدُهُ
دهرٌ ويسري بهِ في الكونِ أنصارُ
د غياث حمدي كركة
سورية دمشق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق