"صَيحَاتُ سَجين"
قَد عَرِفنا مَا مَدَى مَبـــلَغِنا
مِنْ صُنوفِ العِـلْمِ مَا كانَ لَنا
بِقَرِينٍ مِـنْ ظَلام وَسَنــــا
يَخطِــفُ الأَلْبابَ مَا قَد أَبيَنَا
بقِياسٍ يَنجَلِي مَا عِندَنَا
*********
أَيُّهَا السَّائِلُ عَنْ جَهْلِ الأَنَامْ
جِهْلُهِمْ في عِلْمِهِمْ كَيْفَ المَرامْ
يَحسِبُ الحَقَّ لَهُ حَيثُ المَنَامْ
كُلَّما فاقَ مِنَ الخَمْـــرِ المُــدامْ
أَرضَعَتهُ الخَمْرَ كَرَّاً مُدمِنَا
*********
يُهْمَلُ العَقْلُ بِلَفحَاتِ الخُنوعْ
وَيَمُوتُ الحَيُّ مِنْ فَرطِ الهُجوعْ
يَتبَعُ الأَبنَاءُ ذَيَّاكَ الرُّجـــوعْ
وَيَضِيعُ الصَّبْر مِنْ غَيْرِ الشُّروعْ
في بِنَاءِ النَّاسِ لكِنْ مَا بَنى
********
في حُروبِ النَّطحِ مَا كانَ انتِصارْ
لا وَلا الظَّفْرُ بِمَعنى الأِقْتِدارْ
قَد خَذَلْتُمْ مَا لأِنْسٍ مِنْ نُظَــــــارْ
وَنَشَرتُمْ كُلَّ مَـوْتٍ وَدَمَـــــارْ
قُتِلَ الإِنسَانُ ذَبْحَاً ها هُنَا
********
ثَوْرَةٌ في النَّفْسِ يُغْرِيهَا الهَوَى
يَفتِرُ العَزْمُ وَيَقْوى بالنَّـــــوَى
بِيْـــنَ إِغْراءٍ وَشَفعٍ في القِوى
يَنجَلِي الحَقُّ فَصِيحَـاً مَا رَوَى
بَعدَ عَقْلٍ حَاكِمٍ فيما عَنَا
*******
بِالَّذي يُصلِحُ مَا يَأْتي الزَّمَانْ
يُغدَقُ الشَّعدُ بِشُؤْمٍ مِنْ قِرانْ
إِلْتِفَافٌ بائِنُ الفُرقَـــــةِ فَانْ
يُعرَفُ المَأْفُونُ مِنْ فَرطِ العَنانْ
في حِسابِ المَوْتِ مَا قَد أَحسَنَا
********
إِنَّ في التَّأْرِيخِ حَـــداً فاصِلاً
فِيهِ نَفعٌ مِنْ قَدِيـــــــمٍ هَاطِلُ
عِبرَةُ التَّأْرِيخِ مِنها البَـــاطِلُ
يُقطَعُ الغَثُّ وَيَمْضِي الرَّاحِـــلُ
حاضِرٌ يُفنِيهِ مَـــاضٍ قَبلَنَـــا
*******
عَيْبَةُ العَيشِ تَرى هذا السُّكونْ
لِتُريحَ النَّفسَ وَالنَّفسُ شؤونْ
شَأْنُها الإِبدَاعُ فِيمَا قَد تَكُــونْ
في حِراكٍ بَيْنَ حَفلٍ مِنْ فُنونْ
يَرفِدُ الأَجيالَ كَنزَاً يُقْتَنى
*******
حُرمَةُ الإِنسَانِ أَنْ لا يُهْضَـــمُ
بِنَــــواحي مَوْطِنٍ لا يُقسَمُ
فَسَلامُ العَيـــشِ كَانَ الأَسْلَمُ
لِهَناءٍ قَبَّــــلَ السِلْـــــمَ فَــمُ
نِعمَةُ السِّلْمُ أَضَاءَتْ حَوْلَنا
*******
كَيْفَ أَمْشِي بِقيــــودِ القَــــدَمِ
وَلِسَانِي حُـــزَّ مِنْ جَوْفِ الفَمِ
وَيَدي الجَذَّاءُ جَالَتْ في دَمِي
فَلِتَبقى هكََـــذا في الْـعَــــدَمِ
لا مَسِيراً في الخُطَى لَوْ أَمْعَنا
*******
أَينَ وَعيُ الرَّأْسِ مِمَّا قَد جَرى
كَيفَ يَنقَادُ عَلى دِينِ الوَرَى
إِنَّمَا الإِصلاحُ مِنْ طُهْرِ الذُّرى
عَلَّ رَبَّ البَيتِ دَفٌ لِلْعَــــرى
يَجمَعُ الجُـــــهَّالَ فِيما أَلْحَنـــا
*******
مَا اختِلافُ الرَّأْي إِلاَّ سُلَّـــــمُ
لِكَرِيمِ الْعَــيشِ شَيءٌ معلَمُ
لِلَّذي يَعرِفُ أَصــــلاً يَفهَـــــمُ
لَكِنِ البَعــــضُ نَذِيـــرٌ أَشأَمُ
مِنْ ذَوِي القُربى جِرَاحَاً أَثْخَنَا
********
لَوْ قَوِيٌّ كَانَ في صَدرِ القَضَاءِ
لَرَجَوْنا العَدلَ فِيــــهِ والسَّواءْ
لَكِنِ المِكْيــــالُ عَادٍ في عَدَاءْ
يَزْرَعُ المَوْتَ بِدَعوَى الأَتقِيـــاءْ
رَأْفَةُ الحَيْوانِ أَغرَتْ والحَنَـــا
*******
عُمْرُنَا يَذهَبُ بِذاتِ الكَسَـــلِ
دَيْدَنٌ يَجثُـــو وَلا مِـــــنْ مَلَلِ
تَشتَرُونَ اليأْسَ بَعدَ الفَشَـــلِ
لِتَنَامـــوا هُجَّـــــداً بِالأَمَـــــــلِ
وَكأَنَّ المَوْتَ صَيَّادُ المُنـــى
*******
يَخطِفُ الأَبصَارَ لِمـــعٌ مُحدَثُ
أَوْ جُفَاءٌ مِنْ جِــــدَالٍ يَرفِثُ
وَسَمِينُ النَّــفعِ قَاعَـــــاً يَمْكِثُ
أَدَبُ العِلْــــمِ يَسْمو المَبحَــثُ
رَبَحَ الإِنسَانُ عِــــزَّاً مَا جَنى
"حسن عيسى"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق