قِفا حَيثُما الأَقصَى تُصاغُ رَسائِلُه
وَلَا تُخفيا يأسًا فَما اللهُ خاذِلُه
ولا تُخذُلا مَن باتَ لِلهِ مُشتَكٍ
جِراحًا دَهتْهُ، وَاستُبيحَتْ مَناهِلُه
إِذا ضَاقَ صَدرُ المَرءِ عَن كَيدِ مُبغِضٍ
وَحُمِّلَتِ الأرواحُ ما هَدَّ كاهِلُه
فَلا تَسأَلَنَّ الدَّمعَ عَن سِرِّ عِبرَةٍ
إِذا طافَ بِالأَحشاءِ حُزنٌ يُطاوِلُه
وَإِن خانَكُم تاريخُ قَومٍ بِصَمتِهِ
فَما خانَكُم مَن سَحَّ في الأَرضِ وابلُه
هُنا القدسُ تشكو بالدموعِ مآلَها
وتُرجفُها الأيّامُ، والظلمُ آكلُه
أيا قِبلةَ الأرواحِ، بالله كفكفي
دموعك إن الحزن خضرٌ سنابلُه
فكم طفلة نادتْ، ولم تُسمَعِ الصدى
تُخبَّئُ في كفّي رضاها سلاسلُه
تُصلّي وتبكي، والدُّمى حولَ وجهِها
ركامٌ، و ذاك الدار دُكَّت مداخلُه
إذا سُئلَ الأقصى: أما زلتَ صامدًا؟
أجابَ، وفي عينيهِ نارٌ تُقاتلُه
فهذي رُباهُ الطهرُ ما زالَ حارسًا
وفي كلِّ فجرٍ ألفُ روحٍ تُقابلُه
وللبيتِ ربٌّ لا ينامُ عن العِدا
إذا جارَ جندُ البغيِ حامت زلازلُه
سيأتي صباحٌ لا خنوعَ بظلِّهِ
وتخفقُ راياتٌ وتسمو بواسلُه
فشدّوا معَ الأقصى قلوبًا فإنَّهُ
يرى النصرَ في مرأى شهيدٍ يغازلُه
ولا تيأسوا، فاللهُ حسبُ جنودِهِ
وما خابَ عبدٌ ذاتَ فجرٍ يُباهلُه
وهذي غزاةُ المجدِ تصحو رمادُها
على قصفِ موتٍ من عدوٍ نصاولُه
تُكفّنُ أطفالًا، وتُشعلُ عَبرةً
على ثدي أمٍّ قد بكى الدربَ حاملُه
بيوتٌ تهاوتْ فوق أهلٍ صلاتُها
وسقفُ السّما تبكي الحصاةَ جنادلُه
فلا صمتُكم يُجدي، ولا الغربُ ناصرٌ
إذا لم يكنْ للهِ فيكم مُنازلُه
غدًا تُورقُ الأنقاضُ صحوًا ونخوةً
ونصرًا تليدًا يلبسُ الحقَّ عادلُه
غدًا تزهرُ الافراحُ في كل منزلٍ
وتشدو بشجواها انتصارًا بلابلُه
غدًا ترقص الدنيا ابتهاجًا وفرحةً
ويبأس من للظلم لبّت قبائلُه
غدًا يا صديقي تزهرُ الأرضُ كلُّها
ويفنى الذي جارت وأردت قنابلُه
عبدالباري خالد الشرعبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق