إلى الله نشكو إن دهتنا النوائب
وجاءت من الدهر العجيب العجائب
نحارب بينا قد نأى بأحبة
أم الدهر إن خان الزمان نحارب ؟
تتالت على القلب الهموم ولم تزل
على مهجة ملتاعة تتناوب
فراق وبين وآغتراب ولهفة
وعمر كلمح البرق - لا شك - ذاهب !
زمان لغير الحر يذعن طائعا
وإن حضر الأحرار فهو المشاغب
فلو كان يدري الدهر ما كان ضرنا
وهل يستوي أهل النهى والثعالب؟
يئسنا من الايام فهي كما ترى
تخاتل حينا ثم حينا تصاحب
ومن كان في وصل المقادير طامعا
فكم خاب في وصل المقادير راغب !
سقتنا الليالي علقما بعد علقم
شربنا كؤوسا منه والقلب ناحب
ولم تبق من نفح الرياحين قطرة
فقد جفت الأشذاء والنبع ناضب
فيا أيها الوقت آنتظرنا دقيقة
فلم يبق وقت كي تعود المراكب !
بماذا التسلي و المجالس اقفرت
فلا خل يحنو أو حبيب يعاتب؟
وصرنا كاوراق الخريف تبعثرت
وعاثت بها الأرياح والجو غاضب !
فيا دهر قد أثخنت فينا جراحنا
وسيفك مسلول ورمحك ضارب
فإن لنت كان العيش أمنا ونعمة
وإلا فبئس العيش يرجوه طالب
عسى الدهر يحنو والوساوس تنتهي
وتزدهر الأيام والحب غالب !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق