ذوات البؤس : بقلم الشاعر محمد علي جار الله

ذوات البؤس
.
.
......
عمىً بعينيكِ أم قد عانتِ  الرمدا
أم المرام الذي يرجوهُ ما وُلِدا
.
ألم تخوني عميدا بات ينحرُهُ
جُلُّ الحنينِ الذي في جوفهِ احتشدا
.
قد فرَّ من أمسهِ من يومهِ وغدٍ
ينفى كعبرتهِ...كل الدروب سدى
.
ما لاح في ليلهِ طيفٌ ولا شزرٌ
من ناظريكِ ولا نجم رنا وبدا
.
ثاوٍ وأخطاؤكِ الخرقاء تلفحهُ
آلآمه وبلا آمآله وُعِدا
.
يقتات من شغفِ الأتراح كُلُّ أسىً
ويستقي علقما أو يحتسي كمدا
.
يا ربة البين يا إصرار من عبروا
يا وجدُ من صبروا إشفاق من فُقِدا
.
يا سوط مقلتها إجحاف بسمتها
يا ريبة الصمت يا إشهارُ ما اعتقدا
.
حاصرتِ كُلَّ خطوبِ الشوقِ ملحدةً
فلم يجد لذواتِ البؤس ملتحدا
.
آثرت كل أغاني الحزن فانبجست
منها الأماني التي لا يرتقبن صدى
.
لا لم تَفُضّي بكاراتِ الدموعِ ولم
تستهجني اليأس لا  حاشاكِ والجلدا
.
شاخ (الأنين الذي كنّا نردده)
واستغلظ الساق بالقيدِ الذي صُفِدا
.
حُرًّ غدا ذلك السجان... وحدك من
في سجنهِ يا أبا الأحرار معتضدا
.
يا بلبلا كم يعاني من صبابته
ما عدت وحدك بالأنغام منفردا
.
صبر الجراح على صيحات من بعثوا
ذاك النواح الذي لا يحتويه مدى
.
.
.....
محمد علي جارالله العمري
10/9/2018