عدن سحر وفن : بقلم الشاعر/ عبدالباري الصوفي

عَدن ... سِحرٌ وفنٌ       عدن مدينۃ تقع جنوب اليمن

 جَمالٌ يُداعِب خدّ النسِيم
ويَرسِم لون تِلك الشِّفاة
عَلى قُبْلَة الحبِّ في الخَالدين
تُدغدِغ فيها نسِيج الحَياۃِ
تبُوحُ بأسرَارَها في الحَنين
وتَسحَر عينِي بعطفٍ رحيمٍ
تُراقِص لوعَة عِشقِي .. وبَوْح غرامِي
وتعزِفُني بلحنٍ جميلٍ

رأيتُها تأتي سَحابةُ غيمٍ
وتحضَنُ تلك التِّباب
تُقبِّل كل المنَابِر
وترمِ الورُود على كلّ باب
 بديعٌ إذا ما ترَاها بِكِلتا يَديْها
تُلملِم تلك المِياه ..
وتَعطِيهَا لوْن السَّماء
وتَحفضُها من جمِيع الجِهات
وتَرسِم في شاطِئ العَاشقِين
عَدن.. هِي قُبْلَةُ كُل حبيب
حدِيقةُ وردٍ .. جَمالٌ وفنٌ
مُرتقى الحَالمِين

رأيتُها أيضًا تَردُّ السَّلام
وترفَعُ كفَّها للسَّلام
وتبتَسِم في عُيونِ الحيَاۃ
وتحمِل في حُضنِها كلّ طفلٍ
وترقُص في كل حَفلٍ مَجيدٍ
تجَالِسُها كأنها أم حنُونۃ
وتعشقُها كعشقِ الحبِيبۃ
وتنقُشهَا في حنَايا الضُّلوع
تحِبها فِعلا .. بكُلّ جُنونٍ
وتعشقُ منها صَفاها ..
 وتلكَ العُيُون

رأيتُها تحرِق حُزنُها عمدا
وتَذهب به في فضاءٍ سَحيقٍ
رمَادا تُبعثِره في الهواءِ
بعيدًا على مَنظرِ السَّاكنين
وحتى على كل تِلك المَآذن
 تعودُ كأنها عبادة شمسٍ
تُشارِك بهجتَها كُل ضَوء
تقَسِّمُ خَيرها للجَمِيع
تُوزِّعُ فِيهم ريَاح الأمَل
وتكتُب إيماننا من جَدِيد ..

رأيتُها تزرَع فينا السَّنابل
لتحصُد منا بذُورُ الحياۃ
تُوزِّعُه في قلُوبِ الحيَارى
لتَخلُق فيهم نبُوءَةُ حلمٍ
وتَبنِي على سَاحل البَحرِ قصرا
لتُنشِئ فِكرا لجيلٍ جديدٍ
ليَبحَث عن شَطرِها والحَنين
ف جناتُ .. شَطرُها في مُبتدَاها
جناتُ عدنٍ .. كِتابٌ يقينٌ

رأيتُ ...
ورأيتُ ...

وأجمَلُ شَيء أنِّي رَأيتُ ...
رأيتُ عَدن
جمَالٌ بديعٌ وسِحرٌ وفنٌ

✒عبدالباري الصوفي