السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... ������
نتناول اليوم نصا لشاعرة متميزة الحرف وراقية التعبير ولها فلسفة خاصة في صياغة قصائدها ... وأسلوب سلس لا يمكن وصفه إلا بالسهل الممتنع ....
وقصيدة اليوم تقدم رؤى وتطرح سؤالات لها أكثر من معنى وتقدم قراءة ذاتية لشعرها ولشعر غيرها ...
في ما انعكس في مرآة نفسها هذه الروح المحبة للشعر ... والتي تمتح من معينه ...
تبدأ حكايتها بهذا التساؤل الذي ما انفك يخالج نفوس جميع الشعراء ..
" كل القصائد لم تعد ترضيني
ما عاد يلمس نبضها تكويني "
كلمات سلسة تدل على خبرة طويلة مع الشعر وبأنه تراجع من حيث الجودة والقوة والمثانة ..
وبعدها تلتفت إلى نقد الذات كجواب عن السؤال ...
وكأنني أصبحت غيري يا أنا
ضيعت في عبث الكلام سنيني
هذه السنين التي قضتها مع الشعر وكأنها لم تكن إلا عبثا ..
أمام ما نراه من ضياع للشعر .. أو بالأحرى تراجع الإهتمام الإعلامي به ...
وتتوالى التساؤلات والإجابات ..
حتى تأتي إلى بيت القصيد والذي يشكل قمة التساؤل ..
والذي يخالج روح كل شاعر عن جدوى ما يكتب ....
" كل القصائد والحروف سألتها :
أيني أنا ؟ قالت : وما يعنيني ؟
أيني أنا من الشعر والشعراء .. سؤال ينوب عن جميع الشعراء
وعن الشعر الحقيقي الذي نتعب نفسنا وروحنا من أجله ... فيكون الجواب الصادم ... بأن الحروف لا يعنيها تعبنا وشقاؤنا من أجلها ..
قراءة موجزة ومختصرة وتستحق تناولا أوسع وأشمل ... لحرف يحمل التزاما ورؤيا حقيقية للشعر ...
أتمنى أن تستمتعوا بالقصيدة فهي بقدر ما تحمل هموم كاتبتها ... أراها تحمل همومنا جميعا ...
٭★★★★★★★★★★★★★★★★★★★٭
( إنكار .. )
كــل الـقـصائد لــم تـعـد تـرضـيني
مــا عــاد يـلـمس نـبـضها تـكـويني
وكـأنـني أصـبـحت غـيـري يــا أنـا
ضـيعت فـي عـبث الـكلام سـنيني
مـا الـسحر مـا الإلهام ما سر الندى
إذ عــانـق الــورديّ فــي نـسـريني
آذار يـذهـل عـن دمـي هـذا الـمسا
ويـــقــول لـــلأزهــار أن تـرثـيـنـي
نسي أنا ،،لا شيء ..حين أصوغني
تـرضى الـحقيقة أن تـموت بدوني
كـــل الـتـفـاصيل الــتـي أدمـنـتـها
أمــسـت تــعـادل شـهـقة الـسـكين
هــذا بـيـاض الـلـوز أصـبـح قـاتـما
واســـودّ لـــون الــورد والـدحـنون
آذار ،،كـــم أبـقـيـت وعــدي قـائـما
مـــا بـــال هــذا الـوعـد لا يـأتـيني
يـا لـلنبوءات الـتي افـترست غدي
بـخطوط كـفي كـم سجنت يقيني
أي الـجـهـات تـلـمـني وأنـــا الـتـي
كـانت عـيون الـشمس مهد جبيني
أرتـــاح؟لا أرتــاح مــن هــذا الـعـنا
تـعـب يـهـيج مـواجـعي يـشـقيني
مـا حيلة القلب الصغير إذا اشتكى
بــرد الـخـريف وهـجـمة الـتـشرين
كــل الـقـصائد والـحـروف سـألتها:
أيـنـي أنــا؟ قـالت :ومـا يـعنيني ؟
جود الزمان.. جميلة سلامة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق