دمعة على مرفى وطن : بقلم الشاعر / عبدالباري الشرعبي

دمعة على مرفئ الوطن

وطني الجميل يضيعُ يا مجــدُ
لا خالد لبـــــــاهُ أو سعــــــــدُ

حتى بنوهُ وهــــــــم له جسدُ
صمـوا وفوق جراحه امتـدوا

لم يبق في ساحاته بطـــــــلُ
إلا الذين أكفهم جُـــــــــــــردُ

أو عاكفاً بالهوي مشتغــــــلاً
ثمل تقود نفوذه هنـــــــــــــدُ

عبث الجبان بثوب عفتـــــــه
وهو العزيز وخانه العهــــــدُ

ما غادر الأبطال يـــــا ولدي
كُثرُ همُ ذا اليوم إن عُــــــدُّوا

لكنهم بسباتهم غرقــــــــــــوا
وعلى ظهور جماله شُـــــدوا

ذهب الذين أحبهم جمعـــــــاً
وبقيت وحدي بالهوى أشــدو

وجعي يضج بعمق أوردتــي
وأنا وراء جراحه أعـــــــدو

بحثاً أفتش عن منـــــــــــاهلهِ
كي أستقي ويخونني الــــوِردُ

وطني جريحٌ ، آهِ يــــا ولدي
سالت دماهُ وضمه اللحــــــدُ

وأنا الجريحُ بسيف آهتــــــهِ
أجري وراهُ وأدمعي تنــــدو

عَلِّي أضمِّدُ أجرُحـــــاً نزفت
في جسمهِ ويخونني الجهــــدُ

سأظل فيك متيما ولهـــــــــــاً
مهمــــا كبرت وأمني الرشــدُ

ثملٌ أنا بهــــــــــــواكَ مرتحلٌ
ببحــــــاره ورباـــــبتي تشدو

بهواك كم سافرت يا وطنـــي
ما عاقني جزرُ ولا مــــــــــدُ

وبشطك الدافي رسا فلكـــــــى
دنفاً وأسلم مهجتي القصـــــــدُ

أمنت جهراً في هواك ضحــىً
في حين من زعموا الهوى ارتدوا

عبد الباري خالد الشرعبي