الحقيقة الإنسانية
ها قد ولدتُ مُسالماً و مُعاديا !!
سلمي الحروبُ وراحتي بسلاحيا !!
ما كنتُ عرّاباً لكلِ صحيحةٍ
أو كنتُ مبعوثاً سيُرسلُ هاديا
تاريخيَ المجهولُ يَعرفُ أنَّني
قد كنتُ معروفاً ولستُ مواريا
في ظُلمتي نورٌ يؤرقُ رقدتي
فمقابري عيشٌ يَخطُ مماتيا
و بضحكتي دمعٌ يفوقُ تصوّري
ولدمعتي ضحكٌ عَلا ببكائيا
أبكي وأحزاني وقودَ مسرّتي
ومسرَّتي عبدٌ لدى أحزانيا
فبجابني بُعدي وقُربيَ مُبْعَدٌ
أمشي وأقدامي تجيءُ ورائيا
ما كنت خدّاعاً فطبعيَ ماكرٌ !!
ولثعلبي عهدٌ يفوقُ كلابيا !!
عدلي ظلومٌ والعدالةُ غايتي !!
أما القضاةُ لنعجتي فذئابيا !!
في داخلي قبحٌ فأُظهرُ كاذباً
حُسنَ الخصالِ بصنعتي وريائيا
أقدمتُ في ذنبي فنلتُ لذيذهُ
وأضعتُ إيماني بفرطِ حيائيا !!
فمُسيّري الشيطانُ صوبَ صراحتي !!
ومعلمي في الدينِ من أنسانيا
أدعو على نفسي وأطلبُ مسخها
لم أدرِ في خلقي ... أُجيبَ دعائيا
في قوتي خوفٌ وخوفيَ واهنٌ
وحقيقتي وهنٌ و وهنيَ حاليا
أظهرتُني حتى أكادُ كشفتُني
وغطاءَ أعرافِ الورى أخفانيا
هذا أنا أم إنني غير الذي
أفتى بهِ فكرُ الحُجى ولسانيا
أحقيقتي حُبلى بكل معاكسٍ
بالضد منّي أم أدورُ مجاليا
أم هذهِ الأضدادُ كنهُ حقيقتي ؟؟
وأنا بها كُلّي ... و كلَّي ما بيا
علي كريم عباس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق