................... تَوْبَةُ مُذْنِبٍ
مَنْ كَانَ مَحْزُونَاً بِوَجْدٍ يَشْتَكِي
فَلَهُ إِلَهُ العَالَمِينَ ... مُجِيبُ
إِنْ ضَاقَ صَدْرُكَ ياأُخَيَّ فَإِنَّمَا
اسْتِغْفَارُ عَبْدٍ لِلْعَظِيمِ طَبِيبُ
أَوَمَا رَأَيتَ الغَمَّ يَرحَلُ عُنْوَةً
والصَّبرُ يَجْمُلُ والفُؤَادُ يُنِيبُ
كَمْ تَائِهٍ ضَلَّ السَّبِيلَ قَدِ ارْعَوَى
ودَعَا الكَرِيمَ بِأَنْ تُقالَ كُرُوبُ
هو خَالَفَ النَّفْسَ الأَثِيمَةَ والهَوَى
دَرْبُ الغِوَايَةِ .. مُظْلِمٌ وكَئِيبُ
ودُمُوعُ تَوبَتِهِ .... هَمَتْ مُهْرَاقَةً
غَسَلَتْ ذُنُوبَاً حَمْلُهُنَّ صَعِيبُ
فَدَعِ الضَّلَالَةَ واسْتَقِمْ بِشَرِيعَةٍ
نَزَلَتْ فَلاَنَتْ ...مُهْجَةٌ وقُلُوبُ
وَوَقَتْكَ شَيْطَانَاً يُوَسْوِسُ كُلَّمَا
ضَاقَتْ عَلَيْكَ مَسَالِكٌ ودُرُوبُ
قد زَيَّنَ الرِّجْسَ المُحَرَّمَ والخَنَا
وطَرِيقَ شَرٍّ .... دَنَّسَتْهُ ذُنُوبُ
ورَمَاهُ فِي وَحْلِ الخَطِيئَةِ سَادِرَاً
جَمَحَتْ بِهِ نَزَوَاتُهُ .. وَعُيُوبُ
يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ حَسْبُكَ مَوقِفٌ
يَومَ الحِسَابِ مُزَلْزِلٌ وعَصِيبُ
يَا مَنْ عَصَيْتَ اللهَ مَالَكَ غَافِلاً
شَرَكُ المَنِيَّةِ .. مُحْدِقٌ ورَهِيبُ
فَارْجِعْ لِرَبِّكَ تَائِبَاً مُسْتَسْلِمَاً
فَهُوَ المَلَاذُ إِذَا دَهَتْكَ خُطُوبُ
واطْلُبْ رِضَاهُ بِكُلِّ أَمْرٍ مُوقِنَاً
أَنَّ المُسِيءَ إِلَى الرَّحِيمِ يَؤُوبُ
واقْبَلْ بِمَا قَسَمَ المَلِيْكُ فَإِنَّهُ
قَدَرٌ عَلَيْكَ مِنَ السَّمَا مَكْتُوبُ
واصْدَعْ بِحَقٍّ فِي المَوَاطِنِ كُلِّهَا
وأَطِعْ إلَهَكَ .. فالرَّحِيلُ قَرِيبُ
إِنَّ الجِنَانَ مُقَامُ كُلِّ مُوَحِّدٍ
فَاطْمَحْ لَهَا إِنَّ الجِنَانَ تَطِيبُ
بِحَيَاةِ خُلْدٍ فِي نَعِيمٍ دَائِمٍ
والحُورُ تَخْطُرُ والفُرَاتُ صَبِيبُ
.. رشاد العبيّد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق