...... معجزتي .......
كوني هوايَ وجنتي وعذابي
ويقينَ شيطانِ الهوى المُرتابِ
وتفرّسي وجهي فإنَّ ملامحي
غابت عنِ الأصحابِ والأحبابِ
إنّي رياحُ الغيمِ أرحلُ باحثاً
عن غيمةٍ حُبلى من الألقابِ
يا جملةً للآنَ يَعجزُ أهلُها
عن وضعها في خانةِ الإعرابِ
خُطّي على قلبي وثيقةَ عاشقٍ
ثم اعرضي شعري على السيابِ
أنا ما كتبتُ قصائداً منسيةً
بل قد وَلدتُ مشاعرَ الكتّابِ
فَلَقد ركبتُ بِحبكِ الإعجازَ في
قوْلي وفعْلي ثُمَّ في آدابي
حرفي بُراقٌ والقصيدُ نبوتي
أما العيونُ فآيتي وكتابي
أُرسلتُ مبعوثاً لكلِ عبارةٍ
حتى تَرِقَّ بِصُحبتي ورحابي
لهَواكِ يا روحي ومهبطَ خافقي
أُنزلتُ إلهاماً على محرابي
وَسَحرتُ أَسماعَ اللغاتِ بلهجتي
وَحَثثتُ موروثاً على الإنجابِ
وَطَرقتُ أَقطارَ الخيالِ مُغازلاً
إياكِ يا خمري وكأسَ شرابي
وَرَأيتُ في أُفقِ السماءِ كواكباً
تَصطفُ في لغتي وفي إعجابي
يا من أناخت في صميمِ مراحلي
واستبصرت بِمسالكي وشعابي
ماذا فعلتِ فها أنا متفتحٌ
قد كنتُ قَبلك مُقفَلَ الأبوابِ
يا من ذَرَتْني غابةً سحريةً
متزيّناً بالوردِ و اللبلابِ
قد رَوَّضتني بالصدودِ تَغنَّجاً
حتى عَشقتُ مزاجَها المُتصابي
علَّقتها فوقَ الفؤادِ قلائداً
وتمائماً للحفظِ في أهدابي
وَ قرأتها سحراً يُغيّرُ حالتي
يُعطي السرورَ لجوهري وثيابي
وَ عزفتها لحناً ليُؤنسَ وحدتي
أحبيبتي في بلدةِ الأغرابِ
علي كريم عباس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق