( لا تسمعوا )
مات الوفاءُ وخُلِّعت أوتادُه
حتى رأينا سطوةَ الأعداءِ
أين الذين تورَّدت أمجادُهم
هل ساد فينا حامِلُ الإغواءِ
صاحَ الحكيمُ ونُثِّرت دمعاتُه
ماذا دهاكم إخوةَ العلياءِ
خوفي عليكم إن توالى ليلُكم
وتشرَّبت أفواهكُم بالدَّاء
شابَ الرَّضيعُ ولوِّعت أهدابُه
لمَّا رأى مُتقلِّبَ الأهواءِ
كم في العروبةِ فاقِدٌ ومُيتمٌ
أرخى الدُّموعَ بغربةٍ بلهاءِ
يكفي سُباتا فالضِّياءُ يلومُكم
لِم لا ترون مرابِعَ النَّجلاءِ
كيف السُّكوتُ وقد تفرَّقَ شملُكم
أين الحياءُ ونخوةُ الإرواء
إن ما سألتم عن أمينٍ يُقتدى
يبقَ العناءُ مُسطِّرُ العتماءِ
بئس الذي قد قالها مُتشمِّتا
أنَّ الخُنوعَ سجيةُ الولهاء
لا تسمعوا لو برَّروا أقوالَهم
هم من أباحوا رجفةَ الصَّيحاء
==== عبدالرزاق ابو محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق