من ترنيمة العدل
............
الأمسُ كان ولا يزال ربيبَ نفسي
صُنوها المقتاتُ من خُلُقِ السنابلِ والبساطةِ والوقار
لم يأتها يوماً بوجهٍ شاحبٍ كالريحِ لو تأتي مُحَمَّلةً غبار
طلَّت عليكَ نوافذُ الباحات وقت ظهيرةٍ وتلونت بالشمس يعقوباً هنا
تبيَضُّ عيناهُ انتظار
ياأيُّها الموجُ المواري سوءَةً للريحِ من ظمأِ المرافيءِ دُلّنا
أيّاً تراهُ مواكباً للعصرِ في زمنٍ مرائيُّ الهوى
والنورُ يعصبهُ فنار
الأمسُ نورٌ حيثُ مشكاة الجهالةِ تُبسِطُ الخُلُقُ الكريم على الجموع
وتوَزِّعُ الخبزَ المعفَّرَ بالمروءةِ في دروبِ الجائعين
الأمسُ أجمل حيث كان الله في أرواحنا قدساً يشعُّ بهِ السلام
لا آدميٌّ كان إلا وجهُ خالقهِ على أخلاقهِ
ويسيلُ من كفَّيهِ شهدَ مروءةٍ والجوعُ مقصلةُ إصطبار
بالأمسِ إذ كان أبي الأميُّ ينطقُ بالشهادة قائماً
بين الشعائرِ والضمير
ماكان يحفظُ غير فاتحةِ الكتابِ وبعضُ من سُوَرٍ قِصار
ماكان ينظرُ للسماءِ إذا دعا أو كان يقطبُ حاجبيهِ إذا دُعي
قد كان يعرف أنَّ الله عشقاً سرمدياً في النفوس
فيراهُ في وجهِ اليتامى يطلبُ الخبزَ وفي وجه الصغار
يا أيُّها الباغون ثرثرةُ العجائزِ سلعةٌ للدينِ والشرفُ المباعُ على الرصيف حكايةٌ من ألف ليلة حيث صاح الديك وانبلج النهار
قابيلُ لم يقتل أخاهُ فذا دمي فوق المنابرِ والمنائر يستغيث
كونوا غراباً
ثم واروا سوءَة الدينِ فما للهِ حاجةَ عندكم مذ كان آدم قد عصى
وتحوَّل التفاح من نورٍ لنار
.......
للشاعر القدير / كريم المفرجي - العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق