بيروت صارت عروس الرماد
وليست ثمود وليست بعاد
وتبكي الطيور بموت الزهور
وتشهق حزنا لحرق العباد
بلاد العروبة صارت مزارا
لمن مات في كل تلٍّط وواد
وهذي الدماء تسيل كنهر
تدفق بين الحشا والكباد
أبيروت بالله ماذا فعلت
ونحسبك من خيار البلاد
أحبك ربي فجاء البلاء
فصبراً جميلاً يقول المناد
حبيبتي أنت في كل الدروب
وفي كل فج وفي كل ناد
فمنك تغار النساء الحسان
فنصف الجمال لك والوداد
أبيروت يا حلة الباسقات
كسوك رداءً بلون الحداد
وصبوا عليك حميم لظاهم
ولما أحترقت أقاموا المزاد
شياطين إنس ٍ شياطين جنٍّ
كصدر البنادق تغوي الزناد
أبيروت أينك لا ترحلي
فشرياني فيك تربى وساد؟
فلا تتركينا فنحن ضعافٌ
ورهن ديون تريد السداد
أعزيك بيروت دون حروف
ودون كلامٍ يفي بالمراد
فأصبرك الله صبراً جميل
كأيوبِ حين استغاث وناد
أبيروت يا ماسةً أوهجت
فألهمت الحي ثم الجماد
وعلمت الكون عشق الجمال
ونظم القصائد دون مداد
أبيروت فخري لقد أحرقوك
فزادوك بالإحتراق إشتداد
عليك اللهيب سلام وبرد
وسحقا لمن عاث فيك فساد
خالد فريطاس الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق