الثلاثاء، 14 أبريل 2020

اصنام من الهوىٰ : بقلم الشاعر / حسام الدين فكري

أصنام من هواء
شعر : حسام الدين فكري / مصر
......................
هل حطّمنا الأصنام ؟!
نعم حطّمناها معاً
في ومضة واحدة
رأيناها تتفتت أمام أعيننا
إلى ذرّات لاتُشبه بعضها
ثم أحرقناها في موكب مهيب
لكن الأرض التي أحرقناها فوقها
عادت تُنبت أصناماً جديدة
ناطحات سحاب شاهقة
تنتصب بين بيوتنا الواطئة
تُطّل علينا بأحداق ساخرة
تنكسر الشمس على أطرافها
فلا يصل إلينا منها شيء
في ظلامٍ نحنُ يُغرقنا تماماً
لا نكادُ نُمّيز ملامحنا
أصواتنا تتبخر في الفضاء
إلى أين ؟..لا ندري
كم من مرة جمعنا معاولنا
وكادت أرواحنا تسيلُ كالعرق
حين يضرب الواحد منّا ضربته
ينكسر معوله كأنه من ورق
تتكاثف الغيوم في صدورنا
فيتحول الشهيق إلى عملية حسابية مُعقّدة
كأنما نمتصّه من بين أشواكٍ مُدبّبة
.............................
"اللات" و"العُزّى" و"مناة" و"هُبل"
كلها رشقت مساكنها فوق قمم الجبال
بعدما لعقت من جوف الأرض
نبضات أسطورية مُتجددة
"اللات" أصبح اسمه "عبد الواحد"
و"العُزّى" صار "تامر بن ماجد"
"اللات" ينفُث ناراً من عينيه
و"العُزّى" يقتل مئة بيدٍ واحدة
يُطّل "اللات" من الطابق الأخير
فيخّر كل مريديه سُجدّاً
"العُزّى" يشمخ برأسه من فوق حصانه
سرجه الذهبي يأسر العيون
تحفر الرهبة أنفاقها في قلوبهم
يقفون شاخصين بأفواههم المفتوحة
حين يرفع ذراعه مُحيياً
تنطلق ألسنتهم من تلقاء نفسها
تلهج بصيغة موحدة للأنين !
.............................
فوق جبل اليأس تجمّعنا
نرقُب من بعيد أشباح أهلنا
ذابوا في الشراك اللامعة
صاروا دُمى مُتحركة
كان الأسى يخطو بأقدامه على جباهنا
حين لمحنا بريقاً ساطعاً
يشّق الأفق إلى نصفين
ثم خطف أبصارنا
معول ضخم يسقط بيننا
زأرت إرادتنا في مربضها
وتلاقت نظراتنا في شهقة واحدة
تشابكت أيادينا حول المعول العاجيّ
الذي نُقش عليه
الإسم الأعظم
لإلهنا الواحد الأحد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تشطير نص الوداع الأخير ( عمودي) للشاعرة البليغة أمل كريم وسوف

تشطير قصيدة الشاعر الاريب والاديب والناقد. عماد احمد  ........ الوداع الأخير........  (شوقِي وبالقلب لا بالفَيْس قد حظَرَكْ) وأغلقَ البابَ ي...