شبيك لبيك
مكث على غير عادة لم يندب حظه ويلعن القدر, لم يسب الآخرين بل كان مبتسما افرط فى الشراب, نزع سترته ورماها فوق الكرسى وراح يتنقل فى حجرته المتواضعة يضحك ويضحك حتى علت ضحكاته وصار لها صوت بين جدران الحجرة العتيقة, ألقى جسده على الفراش وأشعل سيجارة وبدأ يدندن ببعض الأغان الهابطة السائدة تلك الأيام.. يصرخ فيمزق الصمت, والأضواء الحمراء تكسب "جواً رخيصاً " كالخمارات الدخان يتسرب إلى ملابسه الرطبة توقف عن الغناء وهمس إلى نفسه
: قد ضحكت كثيراً وتحدثت كثيراً ولم يبال بكلماتى أحد.
صمت برهة ثم أضاف
: لكن من الذى يصغى إلى ويسمع كلماتى ربما يكون مخلوق آخر من عالم آخر ؟ أشعل سيجارة أخرى وراح يدندن بنفس الأغان الهابطة التافهة. وضع رأسه على كتفه مغمضاً عينيه.. فجأة سمع صوتًا ودوياً كبيرا ربما إنشقت جدران الحجرة لهزاته وصيحاته.. فظهرت الجدران ذات الطلاء المقشور يكشف خلفه عن الأسمنت الرطب, وإنخلع قلبه وسط أضلعه المفككة سقطت السيجارة من يده التى ترتجف كمن صعقه تياركهربى, راح يجمع أشلاء جسده الذى تفكك وتمتم بصوت محشرج: وماذا أنت فاعلمعى؟ علت ضحكات الجنى حتى كاد سقف الحجرة يهوى على الأرض قائلاً
: كنت ماراً من هنا , فسمعتك تطلب من تتحدث معه ويتحدث معك لا تخف يا صابرأنا هنا لمساعدت بشرط !!
لم يتوقع قط أن الجنى يفوق هذا الخيال وينادى باسمه دون أن يبوح به أمامه, لم يكن فى الحسبان أ ن يصغى لشروط و أوامر جنى ليس من جنسه ولا عالمه.. نظر للجنى وهو يثبت أجزاء جسده الذى يرتجف: و ما هى شروطك إذن؟ تمزقت خيوط الصمت وراح الليل يخيم بستاره الحزين ليخفى ما تبقى من دهشة, وخوف بات بين جسد صابر أفندى وهويرقبه عن كثب, بدأ يتأمل هذا المخلوق الضخم بجسده الثقيل يجثو كجبل من الثلج, ويسبح فى بركة من الدموع.. طالت نظرات صابر أفندى وهو يرقبه عن كثب, اقترب منه شيئاً فشيئا حتى تلامسا ربت على كاهله العريض وقال
: إملى على شروطك ربما أقبلها ما دامت فى إستطاعة البشر مثلى ! راح الجنى يضرب رأسه بالأرض ويندب حظه كمن إرتكب ذنباً لا يغتفر.. زاد فى بكائه وصراخه
: إنى أحببت إنسية من البشر فأعلنوا عصيانى وطردى إذ لم أتركها !! ابتسم صابر أفندى وأخذ شهيقاً طويلاً وهمس فى أذنه: وهل هى تحبك ؟
: لست أدرى لكنها أعجبتنى فانشغلت بها .
توارى صابر أفندى عنه خطوة أو أثنتين حتى اقترب من زاوية الحجرة وقال
: وماذا أفعل لك ؟
: أريدك أن تساعدنى وتقف بجوارى.
ضحك صابر أفندى وزاد من ضحكاته حتى صار لها صوت يهز جدران المنزل كما أهتز لها جسد الجنى الذى ما زال متشبث بالأرض: شبيك لبيك.. صابر أفندى بين يديك.
مجدى متولى إبراهيم
مكث على غير عادة لم يندب حظه ويلعن القدر, لم يسب الآخرين بل كان مبتسما افرط فى الشراب, نزع سترته ورماها فوق الكرسى وراح يتنقل فى حجرته المتواضعة يضحك ويضحك حتى علت ضحكاته وصار لها صوت بين جدران الحجرة العتيقة, ألقى جسده على الفراش وأشعل سيجارة وبدأ يدندن ببعض الأغان الهابطة السائدة تلك الأيام.. يصرخ فيمزق الصمت, والأضواء الحمراء تكسب "جواً رخيصاً " كالخمارات الدخان يتسرب إلى ملابسه الرطبة توقف عن الغناء وهمس إلى نفسه
: قد ضحكت كثيراً وتحدثت كثيراً ولم يبال بكلماتى أحد.
صمت برهة ثم أضاف
: لكن من الذى يصغى إلى ويسمع كلماتى ربما يكون مخلوق آخر من عالم آخر ؟ أشعل سيجارة أخرى وراح يدندن بنفس الأغان الهابطة التافهة. وضع رأسه على كتفه مغمضاً عينيه.. فجأة سمع صوتًا ودوياً كبيرا ربما إنشقت جدران الحجرة لهزاته وصيحاته.. فظهرت الجدران ذات الطلاء المقشور يكشف خلفه عن الأسمنت الرطب, وإنخلع قلبه وسط أضلعه المفككة سقطت السيجارة من يده التى ترتجف كمن صعقه تياركهربى, راح يجمع أشلاء جسده الذى تفكك وتمتم بصوت محشرج: وماذا أنت فاعلمعى؟ علت ضحكات الجنى حتى كاد سقف الحجرة يهوى على الأرض قائلاً
: كنت ماراً من هنا , فسمعتك تطلب من تتحدث معه ويتحدث معك لا تخف يا صابرأنا هنا لمساعدت بشرط !!
لم يتوقع قط أن الجنى يفوق هذا الخيال وينادى باسمه دون أن يبوح به أمامه, لم يكن فى الحسبان أ ن يصغى لشروط و أوامر جنى ليس من جنسه ولا عالمه.. نظر للجنى وهو يثبت أجزاء جسده الذى يرتجف: و ما هى شروطك إذن؟ تمزقت خيوط الصمت وراح الليل يخيم بستاره الحزين ليخفى ما تبقى من دهشة, وخوف بات بين جسد صابر أفندى وهويرقبه عن كثب, بدأ يتأمل هذا المخلوق الضخم بجسده الثقيل يجثو كجبل من الثلج, ويسبح فى بركة من الدموع.. طالت نظرات صابر أفندى وهو يرقبه عن كثب, اقترب منه شيئاً فشيئا حتى تلامسا ربت على كاهله العريض وقال
: إملى على شروطك ربما أقبلها ما دامت فى إستطاعة البشر مثلى ! راح الجنى يضرب رأسه بالأرض ويندب حظه كمن إرتكب ذنباً لا يغتفر.. زاد فى بكائه وصراخه
: إنى أحببت إنسية من البشر فأعلنوا عصيانى وطردى إذ لم أتركها !! ابتسم صابر أفندى وأخذ شهيقاً طويلاً وهمس فى أذنه: وهل هى تحبك ؟
: لست أدرى لكنها أعجبتنى فانشغلت بها .
توارى صابر أفندى عنه خطوة أو أثنتين حتى اقترب من زاوية الحجرة وقال
: وماذا أفعل لك ؟
: أريدك أن تساعدنى وتقف بجوارى.
ضحك صابر أفندى وزاد من ضحكاته حتى صار لها صوت يهز جدران المنزل كما أهتز لها جسد الجنى الذى ما زال متشبث بالأرض: شبيك لبيك.. صابر أفندى بين يديك.
مجدى متولى إبراهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق