كيف لا اقلق : بقلم الشاعر / وليد أبو طير

... كيف لا أقلقْ..؟

كيف أُغمضُ عينيَّ ..
لا أقلقْ؟!!.
أَوَأغفو وجفني
في أرَقٍ مُطبقْ؟..

وسعيتُ ولا أدري :
أَأُداري صمتي على نفسي كَمَداً
بالنفسِ ولا أُشفقْ؟..
وأقولُ ولا أشكو همّاً
وجروحي ودمعي يُؤْلمُني
وقناتي في
صدري تُرْهِقْ...

وأُعاتبُ نفسي على
وَتَرٍ يشتدُّ عليلاً
في حَدَقٍ مُحْدقْ...
يا ليلُ:  وقد طالَ الفجرُ
لا أُخفي :
قلقاً مُحتَدّاً في مَأْزقْ..

وعَدوتُ وخلفي أسراري:
تعدو وهْناً..
لا أنظرُ خلفي..
وتعدو  في ظلِّي خلفي ..
خُطواتي..
في ظلٍّ مُحرِقْ...

كيف أُغمضُ عينيَّ :
لا أقلقْ؟!!
وبعيدٌ يسكنُ في قلبٍ
ويداري عنّي أشواقي
وسهامٌ تدركُ أعماقي
وهو في العشق ترياقي
ويقولون :
أغمضْ جفنيكَ: لا تقلقْ ..!

عجباً للقومِ وما طرحوا
سهماً في القلبِ لقد نفحوا
أشعاري عنّي فلتنقلْ
فأنا المكلومُ بلا جرحٍ
والجرحُ على كفِّي يُحمَلْ
وشجوني تُبحرُ في زورقْ...

مَنْ يدركُ مِنْكُمْ .. أطيافاً تهفو
تأسى بالشوقِ ولا تغفو
فيذيبُ الشّوقُ صدى بوحي
بجنونِ الصّمتِ بِهِ صحْوي
حيناً يشتدُّ فيحرقني
بجفونٍ لا تبُدي أرَقاً .. إِلَّا واشتدَّ بيَ الأرقُ
فارتدَّ الطرفُ وما نطقوا
فلتأفلْ بالصمتِ المُطلقْ...

ويقولون:
اغمضْ جفنيكَ لا تقلقْ..
وأقولُ:
وكيف سأعمضُ جفني
وجفني في أرقٍ مُطبقْ؟!!...
......................

... وليد ابو طير .... القدس...