الجمعة، 21 فبراير 2020

شتاء العربي : بقلم الشاعر / إدريس الصغير

شتاء العرب

في شتاء غريب، السحاب الأبيض
في السماء العالية صار لا يحتمل البرد

والأرض السمراء ...
الفلسطنية صارت لا تحتمل البرد

والطفل العربي السوري
يمشي حافي القدمين إلى مدرسته دونما جوارب أرغموه أن يحتمل البرد ؟!

في شتاء غريب ...

صارت فيه الإنسانية عُهرا
فقط على الأوراق يُنسج لها الود

ليس هناك من يشعر لجراحنا
وليس هناك من يرسم خرائط الربيع داخلنا

كل من كان يؤمن بدفئ الصيف كذبه الشتاء
صرنا قطعتين من جليد

وأوطان العروبة صارت أغنيةَ
أعراسٍ على دبكة الدلعونا

وعلى هز الأرداف
صار كبريائها يحذف بروث القرود

في شتاء غريب الطفل العربي الدمشقي، صار
لا يؤمن بعروبته ولايؤمن بتاريخه المجيد

في شتاء غريب جملة مؤلمة كوجه الموت
أوقفتني ... الكتاب مهجور ، انتبهت ؟

لونها أزرقٌ ومن خطها كان يرتجف
كان وجهه على صفحةٍ ما.
مرسوماً بالدماء

أنامله النحيلة قرضها البرد
ليس عنده خبزٌ

ليس عنده ماء
ليس عنده هواء
بيته صار حضنه من صريد

فهل هناك من يسمعه
هل هناك من يرد ؟

فما عدنا نكتب على أوراق الشجر
فأغصانه صارت من جليد

وما عدنا نستقبل الأعياد بالورود
فقلوبنا صارت من حديد

في شتاءٍ بارد كبرد الآخرة  اغتالوا المعتصم
واغتلوا صوت كل النساء
واغتلوا العروبة بخنجر اليهود

فلم يبقى في وطن العروبة
غير شابٍ مخنث
أو ذكرٍ قواد

فمن قال أن العمر قادم فقد كذب
فالأعمار في الأوطان العربية صارت
أرخس من فردة شراب

أطفالٌ بالجملة يرحلون وقطار القبر
ما عاد يحصي الأعداد

اغتلوا المعتصم
واغتلوا زينب.. والحسين..
وعلي .. و أبا بكر .. وعمر
وليبيا .. ودمشق ..
والعراق .. وتونس..
ومصر .. والجزائر
واغتلوا العروبة..
والسنة .. والشيعة
واغتلوا كل الأديان

واغتلوا قرآن الله فما عدنا
نرجوا خيرا يأتينا من بغداد

عرب أعراب ساروا إلى حظيرة أمريكا أبقارا
فأمست فيهم أمريكا العجل الوحيد

فلم يبقى عند قريش ما يفخرون به
غير عبائة الفاتحين

ولم يعد في قريش حر غير إماء  صاروا لأمريكا عبيد

في شتاء غريب صرنا لا نحلم كثيرا
ولا نأكل كثيرا .. ولاننام كثيرا
ولا حتى نضاجع النساء كثيرا

 إقتسمونا قطعانا وكنتونات
وألبسونا أساورا من حديد

في شتاء قاس البرودة ، شديد

ماعدنا نعرف غير الترحال من أوطاننا
والوعيد تلو الوعيد

                      إدريس الصغير الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تشطير نص الوداع الأخير ( عمودي) للشاعرة البليغة أمل كريم وسوف

تشطير قصيدة الشاعر الاريب والاديب والناقد. عماد احمد  ........ الوداع الأخير........  (شوقِي وبالقلب لا بالفَيْس قد حظَرَكْ) وأغلقَ البابَ ي...