أزليةُ الأوصاف
كانت هُناك لمحتُها من بابِ
(جذلى كحقلِ الزنبق)المعِشابِ
حوَريةُ العينين قاتلةُ الرنا
أخّاذةَ الأبصار و الألبابِ
لمّاحةُ غيداء ترفل في دمي
في نبض قلبي في بريق رضابي
شمعيةُ الأعطاف حين لمحتُها
شرقيةُ تمشي على أهدابي
(شفقيةُ الشفتين)حالية اللمى
رقراقةٌ في عينها محرابي
جلست تُغني خلف أستار الدجى
والريحُ يكشف شمسها ويُحابي
لمّا رأتني قد أطلت بناظري
فتنت عيوني واتقتْ بحجابِ
كالشمسِ تحجُبها السحاب وتنجلي
بضيائها البرّاق فوق سحابِ
تخبو وتبسمُ حين يكشف حُسنها
لكأنني بكواعبٍ أترابِ
يا خازنَ الجنات كيف تركتها؟
تجتاحُني بجمالها المنسابِ
وتُحدقُ النظرات بي و رأيتُها
ترنو إليّ بحلمها المتغابي
قتلت فؤادي مرتين وليتها
تقتلنني ألفا مع الإصلابِ
ومشيتُ أبسمُ والذهول يحُفني
وأعُض إبهامي وتسأل ما بي
بي من ذهولي من غشاوة سكرتي
من رشقةِ الغيداء عند البابِ
وضللتُ في خطوي الغريب كأنني
من تيههِ لا أهتدي لصوابِ
وهُناك يبتدئ الحوار وأختفي
لأصوغ من بعد الحوار خطابي
فالعقل يسأل والفؤاد يجيبهُ
ويُعللا الأسباب بالإسبابِ
تتداخل العينان عمق حوارهم
كتداخل الأُذنين دون شِغابِ
وتقولُ عيني في الحوار( أتذكروا )
فِردوس نهديها البهي الرابي
أزليةُ الأوصافِ خالدةُ البهى
مرموقةُ الأحشاء والأقطابِ
والأُذنُ توصفُ وسْوسات حُليها
معزوفةُ في لحنها (زريابي)
وأنا بعيدٌ عن لذيذ حوارهم
أتنفسُ الصُعداء بعد غيابي
ها فاسمعوا ردوا عليَّ وعلِلوا
لا تجعلوا صمت السؤال جوابي
قدكدت في خدري أواري عذبها
ومعينها ينساح فوق عذابي
كالماء في الظل الوريف مسبسبا
تحيا به الأشجار و الأعشابِ
قد كدت أغسل لوعتي بنعيمها
وأرى بعينيها الجمالَ كتابي
بنتُ النعيمِ هي النعيمُ و ظلها
ظل الجِنانِ و جنةِ المُلتابِ
يا جنةَ ألقتْ عليّ ظِلالها
فغدوتُ ملقيّاً على أعتابي
حاورتُ ظِلكِ في الشهيق وسكرتي
وخلعتُ ليلي فالضياءُ مآبي
أ لبستُ نوركِ؟ أم تغشّاني السنا
من فيض عينكِ فالسنا أثوابي
وسألتُ هذا اليوم أمسي أم غدي؟
لم أدرِ ما الأيام من إعجابي
إني لأغرقُ في عيونك والهوى
ومعي غرقنَ طفولتي وشبابي
صلاح الأغبري
#وحي_المساء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق