من مشرق الكون صوت هز أقصاه
واحسرتاه علي قدسي وأقصاه
يا شرق بالأمس كان النجم يغبطنا
على علانا فمن في الغيب أقصاه؟
وهل من العرب من يدري بغربته
وحث فيه الخطى بحثا تقصاه
ليستعيد به عزا نتيه به
عساه يجبر ما فينا انتقصناه
كيف السبيل إلى ماض نؤم به
جمع البسيطة كم حزنا قصصناه
كم نستعيد شريط الذكريات له
حتى إذا راق ما يدني قصصناه
ونعزف الموت لحنا يستطيب لنا
على المرايا بلا ظل رقصناه
سل اليتيم ومن بالحمق أيتمه
دما يسيل بلا نزف مصصناه
هذا الطريق ..ومن أمسى يجرفه
ونحن من دمنا حبا رصفناه
واستنصر الحق يستجدي مرؤتنا
تركناه يصرخ لو.. أنا نصفناه..!
والشمل تجمعنا بالحب رايته
صوب التحدي فكم نصف نصفناه
دع البكاء فما تجدي الدموع هنا
وسل عن الحر حيا قد دفناه
وأين أين براق المجد نطلبه
وهل يعود إذا كنا نفيناه
أبكيك يا وطني أبكي الجراح دما
وما على النزف من زيف نطقناه
تئن من ألم الأوجاع محتضرا
وما استفقنا على جرح رتقناه
الهم يقتلنا والخوف يأسرنا
قد كان يعتقنا إذ لو عتقناه
نحن الذين كسرنا سيف عزتنا
ياليت رغما على كسر جمعناه
نحن الذين أضعنا زهو أمتنا
وخادم الأمس أمسينا رعاياه
وما على الغرب من عتب ولا حتى
على اليهود إذا كنا أضعناه
فهل أراكم بني أهلي بلا غصص
وقد تجمع شمل قد فقدناه
لنستعيد على الأفاق هيبتنا
وترفل الأقصى زهوا زواياه
وتشرق الشمس في الآفاق مشرقة
في زخة الضوء نبني ما ألفناه
وتستقيم لنا الدنيا وفي يده
قيس من الشعر ما يهدي لليلاه
محمد طه عرجون..

قصيدة رائعة ... دام المداد
ردحذف