شَهرُ الصِّيَام
شَغَافُ القَلبِ ياشَهْرَ الصِّيَامِ
مَكَانُكَ في الرَّحِيْلِ وفي المُقَامِ
فَيَالَيْتَ الضُّيُوْفَ كَأنْتَ قُرْبًا
ولَيْتَكَ مَاكِثٌ دُونَ انْصِرَامِ
لَكَمْ بِتْنَا نُصَاوِلُهَا اللَّيَالِي
نُحَاوِلُهَا إلى نَيْلِ المَرَامِ !
نَجُوْزُ بها إلى لُقْيَا حَبِيْبٍ
يَجُوْدُ بِوَصْلِهِ جُوْدَ الكِرَام !
فكَم من مُهْجَةٍ ذَابَتْ غَرَامًا
ونَفْسٍ شَفَّهَا حَرُّ السَّقَامِ !
وكَم قُرْبٍ تَخَلَّلَهُ جَفَاءٌ !
وكَم وُدٍّ تَصَدَّعَ بالخِصَامِ !
وكَم من عَثْرِةٍ مَدَّتْ أذَاهَا !
وكَم غَمٍّ تَعَلَّقَ كَالخِطَامِ !
فلمَّا أنْ أتَيْتَ أتَيْتَ غَيْثًا
بهِ الآمَالُ هَبَّتْ لِلقِيَامِ
فَطَابَ العَيْشُ وانْزَاحَتْ هُمُوْمٌ
حَثَاهَا الدَّهرُ في وَجْهِ الأَنَامِ
بِكَ الأََوْطَانُ قَامَتْ مِن عَنَاءٍ
لِتَخْلَعَ ما غَشَاهَا مِن قَتَامِ
بِكَ الأرْوَاحُ صَحَّتْ بعد عَجْزٍ
لِتَنْعَمَ بالمَحَبَّةِ والوِئَامِ
وتَهْدَأُ فيكَ أَفْئِدَةٌ حَيَارَى
بها الأشوَاقُ تُنْذِرُ بالضِّرَامِ
أَتَعْجَبُ مِن بَنِي الإسلامِ لمَّا
تَنَادَوا للصَّلاةِ وللصِّيَامِ ؟!
وشَدُّوا عَزمَهُم نَحوَ المَعَالِي
وغَاصُوا في سَجَايَاكَ العِظَامِ !
وقالوا للخُنُوعِ إليكَ عَنَّا
فنحنُ النَّاهِضُونَ مِن الظَّلامِ !
نَفَضْنَا عن كَوَاهِلِنَا التَّرَاخِي
ولم نُنْصِتْ لِتَرْغِيْبِ اللِّئَامِ !
ولن نَرضَى السَّفَاهَةَ إنْ دُعِيْنَا
وقد بَانَ الحَلَالُ من الحَرَامِ
فَيَا شَهْرَ الصَّيَامِ حَلَلْتَ أَهْلًا
ودُمْتَ مُكَرَّمًا في كُلِّ عَامِ
رَبِحْتَ البَيْعَ في كُلِّ اجْتِيَازٍ
وقد حُزْتَ التَّجِلَّةَ بالتَّمَامِ
ضُيُوفُكَ نَحنُ إنْ شِئْتَ اعتِرَافًا
وأنتَ بنَا الحَفِيُّ على الدَّوَامِ
✍️ عبدالحميد العامري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق