ذرفَتْ لجرحِ حبيبتي الشّطْآنُ
وبكَتْ لدمعِ عيونِها الخلجانُ
شربَتْ كؤوسَ اللؤمِ من ضيمِ النّوى
وتناثرتْ من ثوبِها البلدانُ
ضاعَ الرجاءُ وقُطِّعَتْ أوصالُه
كيف الوفاء يقيمهُ الخذلانُ؟
هتكوا ستائرَ طُهرِها وتمنّعوا
وغفا بثوب حبيبتي الجرذانُ
ياقدسُ قد جفَّتْ حروفُكِ ها هُنا
هيهات يرجع إسمَكِ النّسيانُ
صَدِئَتْ سيوفُ العُرْب في أغمادِها
وبدتْ على أجداثها الأكفانُ
لا تصرخي لا تتعبي لا تعتبي
ما عادَ يسمع صوتكِ الوجدانُ
ياقدسُ نامتْ عن صراخِكِ أمّتي
فمتى يعانقُ جرحَكِ الشّجعانُ؟
وتعودُ في دارِ العروبةِ رايةٌ
خفّاقةٌ تزهو بها الأوطانُ
أيعودُ من رحمِ العروبةِ فارسٌ
ويصولُ في أرض الوغى فرسانُ؟
قُمْ ياصلاحَ الدّين وامسحْ دمعَها
ما أنجبَتْ من بعدكَ النّسوانُ
حطينُ عادتْ في الحديدِ أسيرةً
وبكتْ بصمتٍ للعدا بيسانُ
يا قدسُ صبرًا فالعيون وإنْ غفَتْ
لا بُدَّ يومًا يفجر البركانُ
قدْ صغتُ من آهِ الحبيبةِ صرخةً
ومصيبةً شابَتْ لها الأجفانُ.
أدهم النمريني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق