ظمأ النهرين
نهرين أعبر، أيًّا منهما عذُبا
وايُّ نهر لقلبي يطفئ اللَّهبا
أنا الظميُّ أتى بغدادَ زائرَها
وعاشقا ياتُرى هل ابلغُ السَّببا؟
سمعتُ عن دجلةً الغراءَ فاتنتي
وعن (فٌراتٍ )غنيٍّ ماؤهُ نَضَبا
ماذا جرًى يافراتَ الأمسِ تُظمؤُنا
وترتوي دجلةٌ آهاتِنا صَخَبا
هذا دمي يافُراتُ، لاتًمُتْ عطشاً
إنَّ الإخوةَ نَفديها أخًا وأبا
وعانِقِ النَّخلَ واسقِ كُلًّ باسِقةٍ
واستَنبٍتِ الأرضً تُخرٍجْ خيرًها ذَهبَا
خذ مِن دمي ماتشا إنّي على ثقةٍ
أجودُ جودا لأهلي ثُمًّ مُحتَسِبا
أهلُ العراقِ بنو عمِّي إذا ظَمئُوا
فاضتْ عليهِم شراييني ..بِما وَجَبا
اغرسْ نخيلَك في روحي وفي رئتي
وافتحْ جداولَك اللائي غدت سَرَبا
طُفْ بي على دجلةَ الغناءً ظامئةً
من سدِّ (ماربَ )يَرويها حفيدُ( سَبَا)
ومُرَّ بي يادليلي أنتً أحذقُ مَن
عرفتُهُم في زمانِ الوصلِ مُصطَحِبا
ومُرَّ بِي لِضفافٍ كنتُ أعشقٌها
فيها قرأتٌ عظيمَ الشِّعرٍ والأدَبا
بَغدادُ أشرعتُ أحلامي وذاكرتي
لكي أرَى وجهَ بغدادَ الذي سُلِبا
هذي شفاهي خذِيها، واذكري نَسبِي
ولْتًقْرئِي في صفا (جِينُومِنا )(كَرِبا)
هذا (سَبا )يابْنَةَ النَّهرينِ يَسألُني
كيفَ العراقُ ؟وحالُ الصُّحبةِ النُّجَبا؟
للأعظميةِ خُذني لي بها شَغفٌ
والكاظميةَُ أحيًتْ في دمي نَسَبا
نحنُ -العروبة- ياأختاه يًحكُمنا
الجهل ورثناه عن آجدادنا حقبا
لا الوحي أدبنا كلا ولااتحدت
فينا النفوس وصرنا للعدى حطبا
موانئُ( البَصرًةِ) الحَيرَى تُعاتُبُني
على دَمعٍها الأجفانَ والهُدُبا
وأين أحبابُنا بِ(الطَّفِّ) هل وَرَدُوا
تلكَ المنَاهِلَ أم ماتوا بِها غُرَبا
مازالتِ النَّبلُ تُردِينا على ظمإٍ
نُموتُ ،نَحيا ومَوتُ الفاسِقِينَ هَبَا
يا (بَصرةُ)استنطِقي في الضَّوءِ (سارِيةً )
أردتْ بَديعاً عظيما يخلقُ العجبا
أ.عبده عبودالزراعي