الخميس، 24 مايو 2018

** بغداد**بقلم الشاعر الدكتور محمد القصاص


بغداد
قصيدة
بقلم الشاعر الدكتور محمد القصاص

بغدادُ حارَ الشَّامتون بصبرهـــا *** والعابثون بأرضها وسماهـــا
فمضى لدجلَةَ هائما متعطِّشـــــا *** صَرَخَ الفُراتُ بوجههِ أوَّاهـــا
يا حزنَ دجلةَ كم تَصَبَّرَ للـرَّدى *** ونهى الفُراتَ فما أرادَ سواها 
بغدادُ خانكِ غادرٌ مُتملِّــــــــــقٌ *** قد أفسدوا أمواهها وهواهـــــا
عبثا يودوا أن يزيلوا حضــارةً *** كانت تجاوزُ بالعلومِ سواهـــا
بَغدادُ شَعْشَعْتْ المحافلُ بالهنـــا *** وتمرَّدَتْ ضِدَّ الطغاةِ ذُراهـــا
قد أفرَحَ الخوَّانَ هولُ مُصَابِهـا *** والشامتين بما أصَاب رُباهــا
المجرمُ السفاحُ جاءَكِ مفلســــا
*** أدمى العراقَ بظلمِهِ وبراهـــا
فالنارُ تُحرقهُ إذا حان القضــــا *** نارٌ تعالتْ يصطلي بسناهــــا
فإذا القضاءُ أراد منه جوابـــــهُ *** فتلعثمتْ عند السؤالِ شفاهـــا
هل يدري ماذا قد أعدَّ لسائــــلٍ *** من بعد فعلٍ شائنٍ أشقاهـــــا  
الكلُّ في بغدادَ بات مؤرَّقـــــــا *** فتعثرت تلك الخطى بِخُطَاهـا
يا ربِّ حالُ الأوفياءِ تسُوؤنــــا *** فالخائن الجبار قد أرداهــــــا
من جاء يا بَغدادُ يطلبُ عِــــزَّةً *** فغدتْ قذائفُهُ بها تصلاهــــــا
جاء العُلوجُ بشرِّهِمْ وشُرُورهمْ *** فانتاب أرضَكِ يا عراقُ بلاها
من لطَّخوا وَجْهَ الحضارة بالردى *** أو عفَّروا كالمجرمين جباهــا
قَتَلوا بنيكِ ولم يراعوا ذمَّــــــةً *** طلبوا الشهادةَ لم يريدوا سواها
فتناثرت أشلاؤهمْ بربوعهـــــا *** وكسَتْ دِماءُ الأكرمين ثَرَاها
لا بدَّ يوما أن تَبوءَ بِعـــــــــزَّةٍ *** مهما تطاول بالرَّدى مَثْوَاهــا
فالعين يا بغدادُ أخفتْ حزنَهَـــا *** لكنَّ مدمعها هنا أدماهـــــــــا
ما كلُّ يا بغدادُ يأتي عابثـــــــا *** يأتى بسهمٍ عارضٍ ورماهــا
بغدادُ تَفديك الجفونُ ولا تفـــي *** أبدا ولكنْ النفوسَ فَدَاهـــــــا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تشطير نص الوداع الأخير ( عمودي) للشاعرة البليغة أمل كريم وسوف

تشطير قصيدة الشاعر الاريب والاديب والناقد. عماد احمد  ........ الوداع الأخير........  (شوقِي وبالقلب لا بالفَيْس قد حظَرَكْ) وأغلقَ البابَ ي...